السؤال: عندما أرى أحدا على معصية بيّنة بالنسبة لي، فإني أحس بالقرف تجاه هذا الشخص (علما بأني أعرف أننا جميعا نذنب).
والحقيقة أنني حتى الآن لا أستطيع تحديد هل هذا لأجل الله أم ماذا؟ فهل علي ذنب مما يدور بداخلي أو أنني أحاسب عليه حيث أحيانا أنصحه.
وأحيانا لا أستطيع لأنه لا يقبل النصح، أو لأني أخاف من أن أنصحه فيحرجني. فماذا علي أن أفعل؟
الإجابــة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما تجدينه في نفسك لا إثم فيه إن شاء الله، ونرجو أن يكون مما يحمد من كره المعاصي وأهلها.
واحرصي دائما على استحضار فوائد بغض العصاة المأمور به شرعا، وأن يكون ذلك ابتغاء وجه الله.
فالمؤمن يبغض العاصي لله بسبب معصيته بقدر معصيته؛ وذلك لحديث أبي داود: من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله فقد استكمل الإيمان.
قال المناوي: من أحب لله أي لأجله ولوجهه مخلصا لا لميل قلبه وهوى نفسه. وأبغض لله لا لإيذاء من أبغضه له بل لكفره أو عصيانه. اهـ
واحرصي مع بغض العاصي على القيام بالنهي عن المنكر بقدر الاستطاعة فهو واجب شرعي.
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: ينبغي على المؤمن أن ينظر في هذه المقامات بنظر الإيمان والشرع والتجرد من الهوى، فإذا كان هجره للمبتدع وبعده عنه لا يترتب عليه شر أعظم فإن هجره حق، وأقل أحواله أن يكون سنة.
وهكذا هجر من أعلن المعاصي وأظهرها أقل أحواله أنه سنة، أما إن كان عدم الهجر أصلح لأنه يرى أن دعوة هؤلاء المبتدعين وإرشادهم إلى السنة وتعليمهم ما أوجب الله عليهم يؤثر فيهم ويزيدهم هدى فلا يعجل في الهجر.
ولكن يبغضهم في الله كما يبغض الكفار والعصاة، لكن يكون بغضه للكفار أشد، مع دعوتهم إلى الله سبحانه والحرص على هدايتهم عملا بجميع الأدلة الشرعية، ويبغض المبتدع على قدر بدعته إن كانت غير مكفرة، ويبغض العاصي على قدر معصيته، ويحبه في الله على قدر إسلامه وإيمانه، وبذلك يعلم أن الهجر فيه تفصيل. اهـ.
والله أعلم.
المصدر: موقع إسلام ويب